للشاعر ثابت الجرجاوي
ثابت بن فرج بن عبد الرؤوف بن علي الجرجاوي.
أديب، من أهل جرجا، بصعيد مصر. تخرج بالأزهر، وعمل في التدريس الديني.
وترأس بعض الجمعيات. وشارك في الحركة الوطنية بمصر (سنة 1919) واعتقل ونفي
إلى مالطة. وجمع منظوماته في (ديوان - ط) وله (النبراس في تاريخ الخديوي
عباس - ط).
ترفع عن وضيع النفس تسلم | من الشبهات في حل ومحرم |
عرفت بني الزمان فلست أرجو | بمعرفتي بهم خيراً فأغنم |
حفظت الود أعواماً لشخص | وكنت أريده والله أعلم |
وليس لعلة حاشا ولكن | تحب نفوسنا الرجل المعظم |
فكنت لقدره حصناً منيعاً | أحافظ أينما وليّ ويم |
أغاضب عشرتي وبني بلادي | لصحبته وأغضب من تكلم |
وكنت لأمره عبداً مطيعاً | أهون خطبه مهما تجسم |
أحب له القدم قبل نفسي | أنشطه إذا في السعي أحجم |
أهيم بوجده إن غاب عني | وأذكره إذا ما الليل أظلم |
وتظهر لي المودة إن هذا | فريد العصر أذكى من تعلم |
وإن البدر يأفل إن رآه | وإن الشمس تحجب إن تلمس |
وإن قوامه غصن قويم | وإن الطير يصمت إن ترنم |
وإن الثغر عندي سلسبيل | وإن الدر في فيه منظم |
وإن الورد في شقيه زاه | وبالمسك العبيق لقد تختم |
أطوف الدار سبعاً ثم أبكي | كان دياره البيت المحرم |
وأرمق من بعيد على روحي | يروحها الهواء إذا تنسم |
ولو سمع الجحود حديث هذا | لرق له وآمن ثم أسلم |
وإن الأنس في النوادي | إذا ما خلته نجواً تبسم |
وإن الله لم يخلق ظريفاً | سواه وإنه الفرد المقدم |
وتلك لواحظ أخذت بلبي | فلا أدري أسحر أو مطلسم |
أم المولى أراد حدوث هذا | ليعلمني حقيقة ما تقسم |
فعند مضرتي ألقى عهودي | وحبل مودتي فيه تصرم |
وصار مجاهراً بالبغض حتى | إذا ذكرت محامدنا تصمم |
وقد تبع الوشاة وما تأنى | أهل صدق العدا فرض محتم |
فيا أهل النهي صغيا لقولي | وكفوا عن هواكم والمحرم |
ولا تدعوا صداقتكم لمن لم | يصنها في فؤاد لم يقتم |
فمدرسة التجارب علمتني | بأن المجد يبخس إن تحطم |
وإن الحر يعرف في مضيق | ويرفع للظلومة حين تظلم |
ويسعى في نجاتك باجتهادٍ | ويرفع للظلومة حين تذمم |
ومن يزرع مودته بنذل | سيحصدها هوانا ثم يندم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.