الاثنين، 13 أكتوبر 2014

ترفع عن وضيع النفس تسلم

للشاعر ثابت الجرجاوي

ثابت بن فرج بن عبد الرؤوف بن علي الجرجاوي. أديب، من أهل جرجا، بصعيد مصر. تخرج بالأزهر، وعمل في التدريس الديني. وترأس بعض الجمعيات. وشارك في الحركة الوطنية بمصر (سنة 1919) واعتقل ونفي إلى مالطة. وجمع منظوماته في (ديوان - ط) وله (النبراس في تاريخ الخديوي عباس - ط).
ترفع عن وضيع النفس تسلممن الشبهات في حل ومحرم
عرفت بني الزمان فلست أرجوبمعرفتي بهم خيراً فأغنم
حفظت الود أعواماً لشخصوكنت أريده والله أعلم
وليس لعلة حاشا ولكنتحب نفوسنا الرجل المعظم
فكنت لقدره حصناً منيعاًأحافظ أينما وليّ ويم
أغاضب عشرتي وبني بلاديلصحبته وأغضب من تكلم
وكنت لأمره عبداً مطيعاًأهون خطبه مهما تجسم
أحب له القدم قبل نفسيأنشطه إذا في السعي أحجم
أهيم بوجده إن غاب عنيوأذكره إذا ما الليل أظلم
وتظهر لي المودة إن هذافريد العصر أذكى من تعلم
وإن البدر يأفل إن رآهوإن الشمس تحجب إن تلمس
وإن قوامه غصن قويموإن الطير يصمت إن ترنم
وإن الثغر عندي سلسبيلوإن الدر في فيه منظم
وإن الورد في شقيه زاهوبالمسك العبيق لقد تختم
أطوف الدار سبعاً ثم أبكيكان دياره البيت المحرم
وأرمق من بعيد على روحييروحها الهواء إذا تنسم
ولو سمع الجحود حديث هذالرق له وآمن ثم أسلم
وإن الأنس في النواديإذا ما خلته نجواً تبسم
وإن الله لم يخلق ظريفاًسواه وإنه الفرد المقدم
وتلك لواحظ أخذت بلبيفلا أدري أسحر أو مطلسم
أم المولى أراد حدوث هذاليعلمني حقيقة ما تقسم
فعند مضرتي ألقى عهوديوحبل مودتي فيه تصرم
وصار مجاهراً بالبغض حتىإذا ذكرت محامدنا تصمم
وقد تبع الوشاة وما تأنىأهل صدق العدا فرض محتم
فيا أهل النهي صغيا لقوليوكفوا عن هواكم والمحرم
ولا تدعوا صداقتكم لمن لميصنها في فؤاد لم يقتم
فمدرسة التجارب علمتنيبأن المجد يبخس إن تحطم
وإن الحر يعرف في مضيقويرفع للظلومة حين تظلم
ويسعى في نجاتك باجتهادٍويرفع للظلومة حين تذمم
ومن يزرع مودته بنذلسيحصدها هوانا ثم يندم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.