الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

الطَّرِيق الى الله

يقول جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ):
 ان بَين العَبْد وَبَين ربه مَسَافَة لَا تقطع الا بِقطع العلائق ورفض الْعَوَائِق وعَلى مرْآة الْقلب صدأ لَا يجلوه الا نِسْيَان الْخلق فِي جنب ذكر الْخَالِق فَمن اراد ان يصل الى ربه فليتفرغ لمواصلة السرى وَمن اثر جلاء مرْآة قلبه فليتناسى ذكر الورى كَيفَ يصل الى الله من لَا يسير وَهُوَ فِي قَبْضَة الْعَوَائِق اسير الامر كُله فِي حرفين احدهما الاعراض عَمَّا سوى الله والاخر الاقبال عَلَيْهِ فَمن لم يَنْقَطِع عَمَّا سواهُ لم يمله الِاتِّصَال بِهِ وَلَا الْوُصُول اليه.

يَا حسرة الغافل واللاهي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله اطرَح الدُّنْيَا واشغالها لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله وَلَا تقل اهلي وَلَا عشيرتي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله وَلَا تقل وَلَدي وَلَا زَوْجَتي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله وَلَا تقل دَاري وَلَا ضيعتي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله وَلَا تقل ارضي وَلَا مولدِي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله وَلَا تقل طبعي وَلَا عادتي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله وَلَا تقل مَالِي وَلَا قنيتي لَا كَانَ مَا يلهي عَن الله الله يُغني عَن سواهُ وسواه لَا يُغني عَن الله.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.