الخميس، 16 أكتوبر 2014

توصيف دقيق لحقيقة الزهد

في كلام العلماء عن مرتبة الزهد. وهي مرتبة عظيمة في الإسلام.. يذكر بعضهم علامة الزاهد، وهي أنه لا يبالي بمن أكل الدنيا.
الزاهد الحق لا يهتم بمن حصل على حظ من الدنيا، سواء استحقه أم لا. بينما أكثر الناس يهتمون بالموضوع: فلان حصل وظيفة، علان حصل على ترقية، التاجر الفلاني ربح كذا، راتب فلان كذا، فلانة تزوجت واحدا مهما أو غنيا.. وهكذا يراقب الناس بعضهم بعضا، ويتتبعون التطورات.. وذلك بقلوب قلقة وعيون -في كثير من الأحيان- حاسدة.. فينزعج أحدهم إذا واحد من معارفه نال دنيا ما (وظيفة، أو مال، أو امرأة..)، ولعله يظن نفسه أفضل منه وأوْلى منه، فلا يتقبل هذا. ويحتج على هذه القسمة غير "المعقولة".
الزاهد لا يتحرك قلبه بسبب ذلك. فالدنيا لا قيمة لها عنده، وإذا رأى أحدا نال منها نصيبا كبيرا، فهو عنده كالطفل الذي حصل على لعبة جديدة.. لا قيمة للدنيا في عينيه.. العظمة لله وحده.. لذلك لا ينزعج ولا يهتم ولا يحسد ولا يغبط - حتى الغبطة المشروعة-.. هو لا يبالي بمن أكل الدنيا.. ألا ما أسعد هذا الإنسان! وما أصعب نيل هذا المقام!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.